ایکنا

IQNA

مبدأ الاخلاص والتسامح والدبلوماسية القرآنية .. الأستاذ عبائي أنموذجاً 

13:30 - April 16, 2025
رمز الخبر: 3499767
إکنا: رحل أبي للمرة الثانية وقد خلف في قلبي عظيم الأثر فقد كان عطفه وحنانه عليّ ومتابعته لأعمالي وبرامجي وتقديم النصح والمشورة لي أنا شخصياً كحنان الأب لابنه عطوفاً حنوناً حكيماً ومدبراً وناصحاً ومرشداً.

 .. وعليه ومن باب الوفاء له وتعميماً لتجربته القرآنية أجدني ساعياً لسرد شئ قليل من جميل سيرته القرآنية علها تكون أنموذجاً للاخوة الناشطين في مجال خدمة كتاب الله والعاملين لتبيان سيرة النبي الكريم(ص) ومسيرة أهل بيته الميامين(عليهم السلام) وسأركّز على عدة أمور وجدتها بارزة في تعامله القرآني: 

1ـ  الاخلاص في العمل: كان(رحمه الله) مخلصاً في عمله الفني والاقرائي كما كان مخلصاً لوظيفته ومسؤوليته كرئيس اللجان التحكيمية فتراه يبذل الوقت والجهد والمال لأجل أن تكتمل الفكرة التي بقيت قيد التنفيذ ولم تنفذ فغالباً كان لاينظر الى العدد الذي يلتزم معه بل كان يسعى لوحده من باب الواجب بكل إخلاص ودقة ومتابعة مما يجعل الآخرين يهرعون للمساعدة (اقرائياً وتحكيمياً وتنفيذياً وحتى على مستوى الخدمات) وقد شاهدت موارد عديدة في هذا الشأن.


إقرأ أيضاً


2 ـ التسامح الأبوي والاخوي: كان مثالاً جميلاً للتسامح والعفو وغض الطرف عن أؤلئك الذين ينعتونه بما لايليق أو يخفقون في التصرف معه بالكلمة والسلوك ومن باب التعامل معه كمشرف على المسابقات من الذين يجدون أنفسهم أصحاب ظلامة، فيقسون عليه تارة ويقفون رافعي أصواتهم عليه طوراً آخر، فكانت الحكمة وسعة الصدر والاحتواء أهم معالم سلوكه وأخيراً التسامح وغض الطرف والقفز على الاساءة بوجه سمح وقلب حنين أهم ملامح تعامله الذي كان يحمل كبيراً من الرحمة ضمن دائرته.

3 ـ  الدبلوماسية القرآنية: أسّس(رضوان الله عليه) دبلوماسية رصينة مدادها القرآن الكريم ونماؤها العمل بخزين معرفي دقيق جاء عبر فهم آياته التي تؤكد مبدأ الوحدة الاسلامية وجسدها قولاً وفعلاً عبر دائرتي الوعي والبصيرة فيما كانت المحبة النابعة من القلب للاخر غير المشترك معه في المعتقد والمذهب العامل الأساس لتحقيق هذه الدبلوماسية.

4 ـ اللغة العربية لغة القرآن الكريم: كان حريصاً على تفعيل مديات تعليم وتعلّم اللغة العربية كلغة للقرآن الكريم في المدارس والجامعات الايرانية فيما كان مصرّاً أن تكون اللغة العربية حاضرة في كافة المحافل القرآنية بالاخص المحافل الدولية حتى أنه تحمل كثيراً من التعب من أجل ذلك ويوم كنت أبثّه من الأمر ما لايحلو مما أحمله بهذا الصدد كان الأب الناصح والمربي الصبور.

5 ـ النظرة الأبوية الى كافة المؤسسات: كان(رحمه الله ورحمنا معه) يحرص كل الحرص أن يشارك كافة المؤسسات القرآنية نشاطها ويسعى أن لاتغلب عليه الحزبية أو الفئوية التي تحملها بعض تلك المؤسسات مع أن بعض تلك المؤسسات أو الشخوص القرآنية كانت تحمل موقفاً من الأخرى لاسباب معينة  الا انه كان يحرص على التواصل والمشاركة ليس من باب تأييد مؤسسة دون أخرى بل من باب الابوة القرآنية التي كان يسعى عبرها  بالنصح وكانت محاولاته ناجحة في لم الشتات في تزاحم وتضارب الآراء.

6 ـ الدقة والموضوعية في التحكيم: كان أستاذنا عبد الرسول عبائي رجلاً منصفاً وعادلاً (جداً) في التعامل مع تحكيم الفرع الذي يحكمه فكان يدقق في تحكيمه لاكثر من مرة ويراجع التفسير مع معرفته بكوامن الاستنباطات التفسيرية لحظتها وحتى جمع الدرجات كان يوليها اهتماماً فائقاً  أو في إشرافه على رئاسة لجنة التحكيم كان يتابع كافة الأمور المتعلقة بالمحكمين من الأمور الفنية الاقرائية الى معالجة الاشكالات وكان في كلها رجلاً (حازماً وخلوقاً) في آن واحد.

 بقلم القارئ والإعلامي الدولي الأستاذ أحمد نجف

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha